وكان في استقبال الوفد لدى وصولهم إلى مبنى البلدية، أندريا روميتسي عمدة مدينة بيروجيا وأعضاء المجلس البلدي في المدينة وعدد من المسؤولين والمستشارين فيها، الذين رحبوا بالوفد، وتبادلوا معهم الأحاديث عن انطباعهم، عن انطلاق أيام الشارقة الثقافية في بيروجيا، وتلقيهم اتصالات من كبار المسؤولين في إيطاليا يهنئونهم على هذا الإنجاز وهذه الاستضافة.
من جانبه عبر عمدة مدينة بيروجيا عن خالص تقديره وعظيم امتنانه، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على قبوله أن تحل أيام الشارقة الثقافية ضيفاً عليهم في بيروجيا، ما ينمّ عن وعي وفكر سليمين يقودان دائماً لتحقيق الهدف الأسمى للإنسانية وهو التقارب والتآلف ما بين الشعوب.
وأشار إلى أن ما قدمته أيام الشارقة الثقافية، من معارض تاريخية وفنية وتراثية وعروض الفرقة الشعبية أعادت الروح وجددتها في بيروجيا، وهي رسالة لنا جميعاً بأن دولة الإمارات، بشكل عام وإمارة الشارقة تحديدا، بما تملك من الموروث الشعبي الأصيل والتاريخ والفنون والآداب، استطاعت أن تضع بصمة مؤثرة في خريطة الثقافة العالمية.
بدوره نقل عبد الله العويس، تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة وشكره، على هذه الاستضافة الكريمة، وقال «إنه لمن دواعي السرور أن تختتم زيارتنا لمدينة بيروجيا في هذا المبنى الذي انطلقت منه الفكرة الأولى لأيام الشارقة الثقافية، فلكم ولجميع أهالي بيروجيا خالص الشكر والتقدير».
بعدها قام أعضاء الوفد بجولة في مبنى بلدية بيروجيا اطلعوا خلالها على قاعات المجالس البلدية وقاعات الأرشيف والوثائق إلى جانب قاعة المعرض الدائم للفنون حيث يحتفظ المعرض بلوحات فنية ومنحوتات تعود إلى العصور الوسطى.
وتبادل الجانبان الهدايا التذكارية والدروع حيث قدم عبد الله العويس مجسماً لسفينة القواسم كإهداء لعمدة مدينة بيروجيا ووصفها بأنها رمز من رموز الثقافة في الإمارات، فضلاً عن دورها في التبادل التجاري بين البلدين فلقد كانت وسيلة للتعرف على الآخر والتبادل الثقافي والحضاري معه.
انتقل بعدها وفد الشارقة لزيارة مكتبة أغسطس/آب في بيروجيا التي تعد أقدم مكتبة في أوروبا، وأوضح القائمون عليها أن المكتبة ورغم صغر حجمها، فإنها تحوي أندر وأغنى المصادر التاريخية من مختلف حضارات العالم، ولقد اختير هذا المكان الذي يقع على أعلى نقطة في بيروجيا تقديراً للعلم والثقافة والكتاب.
وعرض القائمون على المكتبة أمام أعضاء الوفد مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة في مختلف مجالات العلوم والفنون ومن بينها نسخ من القرآن الكريم.
وتلقى رئيس الوفد إهداء من مكتبة أغسطس مقدماً إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تمثل في مخطوطة لخريطة توضح معالم منطقة شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربي تعود للقرن السادس عشر للميلاد.
ضم وفد الشارقة خلال زياراته الختامية عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وعلي إبراهيم المري، رئيس دارة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومحمد حسن خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة.