رغم انقطاعها عن الحركة التشكيلية العمانية لسنوات، إلا أنها ظلت ترسم يومياً في منزلها لتطوير موهبتها، وحتى لا تنقطع عن عالمها الخاص الذي اختارته لنفسها في مرحلة الطفولة قبل الالتحاق بالمدرسة، وهو ما أسهم في ما بعد في تطور تجربتها واختيار بعض أعمالها للمشاركة في المعارض الشهيرة في مسقط مثل بيت البراندة وجاليري غالية وجاليري سارة.
ترى الوهيبي أن الفنان التشكيلي يجب أن يكون حراً، يرسم متى شاء وكيفما أراد، وهي ترسم بلا طقوس خاصة، ذلك أن الفنان لا يحتاج لهذه الطقوس، فهو ليس مشعوذاً. وخلال تجربتها الفنية تشكلت لغتها الخاصة من المشاركات والاحتكاك بالفنانين العمانيين وغيرهم، ومن خلال القراءة واستيعاب المدارس التشكيلية العالمية، وأيضاً من خلال إيمانها برسم ما تشعر به من غير إملاءات خارجية.
في ما يلي حوار مع الوهيبي تحدثت فيه عن تفاصيل تجربتها الفنية:
}كيف تقيمين الحركة التشكيلية في السلطنة الآن؟ وماذا عن الحركة النقدية؟.
-هناك ازدهار للحركة التشكيلية في السلطنة ولكنه بطيء جدا، فبعض المحافظات لا يوجد بها مراسم أو جمعيات تشكيلية يلجأ إليها الفنان، كما أن هناك قلة في المعارض، أما بالنسبة للحركة النقدية، فليس لدينا نقاد تشكيليون بالمعنى الحرفي للكلمة.
}كيف كانت بداياتك الفنية؟
- كانت بداياتي في سن مبكرة جداً قبل دخول المدرسة، وكنت أقوم بالرسم على كل شيء يقع بين يدي، كالأوراق البيضاء وحتى جدران المنزل، وكانت أسرتي سعيدة، لأنها ترى أن هناك موهبة تتشكل، فلم تكن هناك معارضة أبدا لموهبتي.
}ماذا عن مرحلة الدراسة؟
- في مرحلة الدراسة، كانت حصة الرسم هي المتنفس الوحيد الذي أمارس فيه هوايتي، وغير ذلك كان من الصعب علي الاشتراك في أي نشاط آخر، كان التوجه العام لي أن تكون الدراسة هي الأساس، ويجب ألا يشغلني عنها اي شيء آخر، وذلك ما كان يتم توجيهنا فيه من الأسرة، التي كانت مقتنعة بأن ممارسة الهوايات تحد من التفوق الدراسي، وقد أثبتت هذه النظرية خطأها، حيث إن ممارسة الهوايات تنمي عقل الطفل، ولكن لم يكن هناك من يفقه في هذه الأمور.
}من شجعك على ممارسة هوايتك الفنية؟ وهل كنت تضعين في اعتبارك أن تصبحي فنانة تشكيلية فيما بعد؟
-التشجيع كان غالبا من بعض الأقارب والصديقات، ولم أكن أبدا أفكر في الأمر بهذه الطريقة، كنت أرسم لمجرد إحساسي بالرغبة في الرسم وتفريغ الطاقة التي كانت تملؤني، لم أكن أعرف معنى أن يكون الشخص فنانا تشكيليا، ويحترف الرسم وتكون له بصمة خاصة به.
}ماذا عن دراستك الجامعية؟ هل لها علاقة بتخصص الفنون التشكيلية؟
- دراستي الجامعية بعيدة كل البعد عن الرسم، فأنا خريجة إدارة أعمال.
}متى انضممت إلى الجمعية العمانية للفنون التشكيلية؟
- انضممت إليها في العام 1999 وشاركت في معارض الشباب، ومن ثم توقفت لفترة، وعدت مجددا للاشتراك في المعارض السنوية للجمعية.
}كيف تطورت موهبتك في الرسم من الهواية إلى الاحتراف؟
- تطورت موهبتي بالممارسة وبالمشاركات في المعارض المحلية وبالاحتكاك بالفنانين العمانيين والمقيمين، والذين يتم استضافتهم عن طريق الجمعية في السلطنة، والحقيقة أنني لا أعتبر نفسي فنانة محترفة، فأنا ما زلت أتعلَّم كل يوم شيئا جديدا في الفن.
}بمن تأثرت من الفنانين التشكيليين المحليين والعالميين؟
-من المحليين تأثرت بالفنان أنور سونيا، ومن الفنانين العالميين، تأثرت كثيرا بالسوري لؤي الكيالي، والهولندي العالمي فان جوخ.
}كيف تصفين الإضافة التي قدمتها تجربتك الفنية؟.
-أشعر بأني أبرزت دور الفنانة العُمانية وقدمتها إلى المجتمع كعضو فعال ونشط.
}كيف يمكن تطوير جمعية الفنون التشكيلية برأيك؟
-تتطور بتطور الفنانين، وتأهيل الفنانين الواعدين، من أهم الأمور التي يجب على الجمعية الاهتمام بها.
}كيف تشكلت لغتك الفنية الخاصة بك؟
-تشكلت من خلال المشاركات الفنية، والاحتكاك بالفنانين العُمانيين وغيرهم، ومن خلال القراءة عن الحركات والمدارس التشكيلية العالمية، وأيضاً من خلال إيماني بأن أرسم ما أشعر به، لا ما يمليه عليّ الآخرون.
}هل ثمة طقوس معينة تمارسينها خلال الرسم؟ متى ترسمين؟
-ليس لدي وقت معين للرسم، الرغبة والشغف هو ما يدفعني إلى الرسم، كما أنه لا توجد طقوس خاصة عندي، والفنان برأيي لا يحتاج إلى هذه الطقوس فهو ليس مشعوذاً، والفنان لا يحتاج أكثر من أن تتهيأ له الأدوات المطلوبة، والوقت المناسب للبدء بالدخول في عملية المخاض لعمل جديد.
}هل لديك مرسم خاص بك؟
- لدي زاوية في منزلي، وليس كمرسم بمعناه الكبير، أفكر الآن في إنشاء مرسم منفصل في منزلي.
}لماذا لا تنتشر فكرة المراسم في كل أنحاء السلطنة؟
-المراسم في السلطنة تعد على أصابع اليد الواحدة، ما يجعل الفنانين في المناطق المختلفة يعانون من عدم إمكانية اللجوء لأشخاص متمرسين في الفن للأخذ بأيديهم وإسداء النصائح الفنية لهم، كما أنهم يعانون من عدم توافر الأدوات الأساسية لممارسة هواياتهم.
}حدثينا عن مشاركاتك الفنية بالمعارض والجوائز التي حصلت عليها؟
- مشاركاتي الفنية تنحصر في المعارض السنوية التي تقيمها الجمعية، وهناك معارض مشتركة، قمت بها مع فنانين أجانب وعُمانيين، كما أني قمت بعمل معرضي الشخصي الأول العام الفائت 2015.