إن الذي يجعل الأدب جزءاً من الحياة، أنه حافظ للتراث موثق للحاضر، وفي الوقت نفسه يتوقع المستقبل ويتنبأ بأحداثه.
ورواية مثل «الساعة الخامسة والعشرون» الصادرة في الأربعينات، للأديب الروماني «كونستانتان جيورجيو» الحائز «جائزة نوبل في الآداب» عام 1948، كانت، عدا عن كونها تسجيلاً لحاضرها ذات زمن معين، تحذر العالم من مستقبل يتحول فيه الإنسان من سيد إلى خادم للآلات والتي ستصنع بدورها آلات أخرى تسخرها لخدمتها فلا تعود للإنسان قيمة أو فائدة في العالم.
وعبر قصص حب وظلم وسيرة علاقات اجتماعية مريعة وإنسانية في زمن الحرب الثانية تسير بنا الرواية في ممرات حبكة تصاعدية تصل إلى توقعات الكاتب منذ 68 سنة عن عصر مقبل، إن كان قادراً على إثارة الفزع في الماضي، فقد وصلنا إلى الكثير منه، فكأن الكاتب أدرك ما سيحدث قبل عقود وقبل أن يرى بعينه تطور الآلات واستبدادها بالعالم اليوم.
وعلى لسان «كوروغا» بطل من أبطال الرواية يكتب «جيورجيو»: (لقد أشرف العالم على دخول ساعته الخامسة والعشرين، وهي التي لن تشرق الشمس من بعدها على الحضارة البشرية أبداً، والتي لن يحل بعدها يوم جديد. إنها الساعة التي سيتحول فيها البشر إلى أقلية بروليتارية عديمة القدرة على التفكير لا وظيفة لها غير إدارة جحافل الآلات وصيانتها وتنظيفها).
إن من يرى في الأدب مجرد قصص رومانسية وتخيلات غير واقعية سيجد في أحداث روايات وقصص ونصوص أدبية عديدة ومن بينها روايتنا هذه توثيقاً لتاريخ لم تكتبه الصور ولم تسجله الأفلام ولا أقلام المؤرخين، لكنه يجوب بنا في قلب أحداث مروعة ويدخلنا في مناطق موغلة السرية والخطورة، تجعلنا ندرك معنى الحياة فوق خطوط النار، وفي قلب آتون الموت.
وكما عانى بطل الرواية «موريتز» وهو من عامة الناس كل ما يمكن تسميته بالمأساة المفجعة، بسبب وقوعه فريسة تعذيب واضطهاد إنساني، سيعاني القارئ من وصف «جورجيو» بأسلوبه الجزل وإبداعه لتلك المعاناة التي ستوقفه على حقائق نقلها بحرفية وإبداع، ليتوصل منها كل قارئ إلى معنى الرعب في زمن استظل بوحشية الموت.
إن الأدب القادر على تسجيل زمنه وولوج المستقبل، هو الذي لا يتوقف نجاحه عند حاضر الكاتب، بل هو يتوقع المستقبل الذي إن لم نكن وصلناه، لكننا سائرون على طريقه لا ريب.
ورواية مثل «الساعة الخامسة والعشرون» الصادرة في الأربعينات، للأديب الروماني «كونستانتان جيورجيو» الحائز «جائزة نوبل في الآداب» عام 1948، كانت، عدا عن كونها تسجيلاً لحاضرها ذات زمن معين، تحذر العالم من مستقبل يتحول فيه الإنسان من سيد إلى خادم للآلات والتي ستصنع بدورها آلات أخرى تسخرها لخدمتها فلا تعود للإنسان قيمة أو فائدة في العالم.
وعبر قصص حب وظلم وسيرة علاقات اجتماعية مريعة وإنسانية في زمن الحرب الثانية تسير بنا الرواية في ممرات حبكة تصاعدية تصل إلى توقعات الكاتب منذ 68 سنة عن عصر مقبل، إن كان قادراً على إثارة الفزع في الماضي، فقد وصلنا إلى الكثير منه، فكأن الكاتب أدرك ما سيحدث قبل عقود وقبل أن يرى بعينه تطور الآلات واستبدادها بالعالم اليوم.
وعلى لسان «كوروغا» بطل من أبطال الرواية يكتب «جيورجيو»: (لقد أشرف العالم على دخول ساعته الخامسة والعشرين، وهي التي لن تشرق الشمس من بعدها على الحضارة البشرية أبداً، والتي لن يحل بعدها يوم جديد. إنها الساعة التي سيتحول فيها البشر إلى أقلية بروليتارية عديمة القدرة على التفكير لا وظيفة لها غير إدارة جحافل الآلات وصيانتها وتنظيفها).
إن من يرى في الأدب مجرد قصص رومانسية وتخيلات غير واقعية سيجد في أحداث روايات وقصص ونصوص أدبية عديدة ومن بينها روايتنا هذه توثيقاً لتاريخ لم تكتبه الصور ولم تسجله الأفلام ولا أقلام المؤرخين، لكنه يجوب بنا في قلب أحداث مروعة ويدخلنا في مناطق موغلة السرية والخطورة، تجعلنا ندرك معنى الحياة فوق خطوط النار، وفي قلب آتون الموت.
وكما عانى بطل الرواية «موريتز» وهو من عامة الناس كل ما يمكن تسميته بالمأساة المفجعة، بسبب وقوعه فريسة تعذيب واضطهاد إنساني، سيعاني القارئ من وصف «جورجيو» بأسلوبه الجزل وإبداعه لتلك المعاناة التي ستوقفه على حقائق نقلها بحرفية وإبداع، ليتوصل منها كل قارئ إلى معنى الرعب في زمن استظل بوحشية الموت.
إن الأدب القادر على تسجيل زمنه وولوج المستقبل، هو الذي لا يتوقف نجاحه عند حاضر الكاتب، بل هو يتوقع المستقبل الذي إن لم نكن وصلناه، لكننا سائرون على طريقه لا ريب.
باسمة يونس
basema.younes@gmail.com