شكلت الفترة ما بين نهايات القرن الثامن عشر حتى منتصف ونهايات القرن التاسع عشر مفصلاً مهماً من مفاصل الأدب الإنجليزي، ظهرت القصص والروايات والقصائد والمقالات الأدبية التي تعبر عن أزمة وعلى وجه التحديد تأثيرات فترة حرجة في التاريخ الإنجليزي، استمرت نحو قرن كامل، وكانت موضوعاتها تدور ما بين المشاكل الدينية والفكرية التي طالما شكلت موضوعاً حيوياً للأدب من خلال أعمال تعتبر من العلامات المهمة في مسيرة هذا الأدب الخالد.
كانت تلك الفترة مهمة، لتسليط الضوء على ما بات يعرف ب«الأدب أو النثر الرومانسي»، وإذا شئنا الدقة فإن بدايات هذا الأدب تعود لاسمين لامعين هما «صامويل تايلر كولريدج» 1772 - 1834 و«ويليام ووردزوورث»، اللذين أعلنا بدء الحركة الرومانسية في إنجلترا من خلال ديوانهما المشترك الأناشيد الغنائية.
إن استدعاء أسماء ورموز هذا الأدب، سوف تشير إلى «توماس دي كوينسي» الذي يعتبر هو آخر اسماً ملهماً للعديد من الكتاب والشعراء الإنجليز في تلك في تلك الفترة، لاسيما حين نتذكر عمله الملهم «اعترافات ملتهم أفيون»، إضافة إلى كتابه «القتل كواحد من الفنون الجميلة».
كان دي كوينسي بحسب ما يشير الكاتب والناقد إبراهيم العريس، هو الأستاذ والملهم، ممن مزجوا بين الإبداع والحلم، بين العقلانية والهلوسة، بين الذاتية المطلقة والانفتاح الواعي على العالم، بما فيه من وضوح وخفايا.
انطبع أدبه بتأثيرات فلسفية وحياتية تعبر عن تجربة خاصة، تمزج ما بين الواقع والخيال والشاعرية والعمق، والمعاناة الشخصية المبرحة التي عاشها، فقد كتب نصاً كابوسياً فيه الكثير من استدعاء الآلام، التي تذكرنا بنص رواية «آلام فرتر» لجوته، نشرت للمرة الأولى في عام 1774 وتعتبر مهمة في التأثير بالأدب الألماني والعالمي، والحركة الرومانسية على وجه الخصوص.
يستعيد «دي كوينسي» في عمله «اعترافات» ذكرى كل من أخته التي ماتت وهي طفلة وحبيبته آن كذلك في سرد قصصي فني يروي «حزن الفتى وتجواله شريداً في ويلز».. مروراً باكتشافه لذاته وهو يوشك على الانتحار البطيء، فيتدارك نفسه ويبدأ بعلاج نفسه بنفسه، وينجح في ذلك.
الأعمال الشعرية والنثرية التي تنتمي لتلك الفترة كثيرة أبرزها: ما كتبه اللورد تنيسون، ناهيك عن إنجازات «ماثيو آرنولد» وجمعت في كتاب اسمه «الحضارة والفوضى» 1869، وهناك «روبرت براونينج» من أبرز الشعراء الفيكتوريين و«جيرارد مانلي هوبكنز»، صاحب التجربة الشعرية الدينية الخاصة مروراً بأسماء خالدة مهدت لأبرز الروائيين الفكتوريين كجورج ايليوت، وتوماس هاردي وجورج ميريدث وغيرهم.
Ohasan005@yahoo.com